رواية طلاق بائن الفصل السابع 7 بقلم ديانا ماريا


 رواية طلاق بائن الفصل السابع 7 بقلم ديانا ماريا


الجزء السابع.


لم تحتج حلا لإجابة فقد كانت النظرة في عينيه كافية لتخبرها.


تذكرت منذ أربع سنوات حين كان يوم عقد قرانها على بسام بعد إتمام القران كانا يرقصان معا بسعادة وسط الناس حين استدعى أحدهم بسام فجأة وحين تأخر قلقت حلا حتى أنها انسحبت من وسط الناس بهدوء وهبطت لترى ثم تفاجأت برؤية شاب يضرب بسام زوجها ضرباً مبرحاً وبسام لا يقوى على إبعاده.


صرخت وهي تركض إليهم فترك الشاب بسام ليسقط على الأرض وتسرع حلا إليه ترفعه وتتفحص وجهه الدامي من كثرة الضربات مع نزيف أنفه وفمه.


رفعت بصرها لتتطلع بكره إلى ذلك الشاب الذي ضرب زوجها وخرب فرحتها، كان يقف على مسافة منهما يدير نصف وجهه لهما ورغم إضاءة الشارع الضعيفة استطاعت يومها رؤية الألم الطاغي في عينيه مع الغضب الحارق، لا تعلم إن كانت مخيلتها التي صورت لها وجود دموع خفيفة في عينيه وهو يحدق إليها، ترقبت بخوف إن كان سيعود ليضربه من جديد ولكنه استدار وغادر بخطوات واسعة.






نظرت له بذهول فابتسم ابتسامة خفيفة.


وقفت بانفعال: وأنت جاي بعد كل ده غرضك إيه؟ تنتقم منه عن طريقي؟ أبقى وسيلة بالنسبة لك علشان تعمل اللي عايزه؟


نظر لها نظرة صارمة وقال بهدوء: اتفضلي أقعدي علشان نقدر نتكلم وأقولك غرضي إيه.


زفرت بحدة وجلست بنفاذ صبر وهي تدير وجهها بعيدا تنتظر سماع تبريره.


بدأ مالك الحديث: معرفتي ببسام مبدأتش من ساعة ما شوفتيني، معرفتنا بادئة من زمان أوي يمكن من ساعة ما اتولدنا إحنا كنا جيران من صغرنا ساكنين في شارع واحد، من وأحنا صغيرين وبسام عنده كره غريب ليا مع أننا مكنش صحاب ولا حتى قريبين من بعض ولا حتى أذيته في حاجة بس كان بيكرهني لأني.....


توقف قبل أن يكمل بابتسامة ساخرة: لأني أحسن منه، كانت دايما الناس بتحبني وتشكر فيا وفي أخلاقي على عكسه هو طبعا دايما مشاكله مع عمه معروفة بين الناس غير أنه كان علطول يشتكي منه ولأني كنت عكسه في كل حاجة كرهني وكره حب الناس ليا وسمعتي الكويسة رغم أني معملتلوش أي حاجة بالعكس يوم ما حاولت اصاحبه صدني جامد، كان بيحاول يعمل معايا أي مشاكل بس كنت بتجنبه لراحة بالي أنا في النهاية إنسان مش بحب وجع الدماغ لحد ما ......


طال صمته هذه المرة وهو شارد وشعرت حلا بأنها ترى نفس نظرة الألم التي شاهدتها قبل سنوات الآن مرة أخرى في عينيه.


قال بصوت يظهر فيه الصغينة: أذاني، كان عايز يوجعني ووجعني في أغلى حاجة عندي منتقمش مني لأي سبب إلا لأني أحسن منه وبس فكان عايز يقهرني.


نظر لها بابتسامة شعرت من خلالها بالكراهية الموجهة لبسام والتي أخافتها مردفاً: هتصدقي لو قولتلك أنه المقابلة بعد السنين دي صدفة ومكنتش أعرف أنه أنتِ في الأول بس على العموم علشان كدة متستغربيش أني عايز أخد حقي منه أنا كمان.


نظرت له حلا بشك: وأنا أتأكد أنك بتقول الحقيقة إزاي؟


رفع كتفيه بلامبالاة: والله ده اختيارك الشخصي أنا قولت اللي عندي ومعنديش أي سبب علشان اكدب عليكِ.


في تلك اللحظة عادت إسراء مع شادي قبل أن ترد حلا وتبين أن شادي أحرق يده، احتارت حلا هل تصدقه أم لا لكنها بناءاً على الظروف الراهنة لم يكن أمامها أي خيار غير تصديقه وطلب مساعدته.


قال مالك لحلا بنبرة جدية: أنا هراقب كل محادثاته وأي حاجة توصل هبلغك بيها فورا عن طريق شادي.


أومأت حلا برأسها بهدوء فنهض مالك حتى يغادر وقبل أن يذهب ابتسم لها ابتسامة غامضة زادت من حيرتها ناحيته وأحست بأن هناك أكثر مما أخبرها به مازالت لا تعلمه ولرغبة ما داخلها شعرت بأنها لا تريد أن تعلم.


في ذلك الوقت كان بسام يجلس عند جالا يشعر بالملل: أنا زهقت هنعمل إيه!


نظرت له جالا بضيق بينما تفكر في حل ثم ضحكت بفرح: لقيتها!


قال بسام بلهفة: إيه قوليلي!


ابتسمت جالا بخبث: الناس مش هتصدق أي كلام بدون دليل، حتى رسائل الواتس مبقتش مضمونة ممكن تنكر أنها متفبركة بس لو دليل حي عمر ما هتقدر تنكر ولا حد يصدقها أبدا.


سألها بسام بتعجب: دليل حي زي إيه؟


نظرت له بتسلية: زي رجل معاها في الشقة مثلا.


حدق إليها بسام بذهول: أنتِ بتقولي إيه!


رفعت حاجبها: بقول إيه؟ أحسن حل ومضمون ساعتها حلا مش هتقدر ترفع عينها في حد وسمعتها في الأرض.


صمت لدقيقة كأنه يفكر: مش عارف.







وجهت له نظرات حادة: مش عارف إيه! ولا عايز تستنى لحد ما متعرفش تطلقها وتاخد كل حاجة منك تاني!


قال بسرعة: لا لا يا حبيبتي مش قصدي بس هتحصل إزاي دي؟ 


قالت بزهو: أنا هقولك تحصل إزاي، فاكر سعيد؟


عقد حاجبيه يفكر للحظات قبل أن تتسع عيونه بدهشة: يااه سعيد!


أومأت بتأكيد: أيوا هو ده اللي هيخلص لنا كل حاجة، اتفاق واحد زي زمان وخلاص كسبنا.


نظر لها بسام وضحك بانهبار: بصراحة يا حبيبتي أنتِ كل مرة بتدهشيني بذكائك ده.


ابتسمت بغرور: أقل حاجة عندي يا حبيبي.


كانت حلا تفكر في الذهاب لمحامي حتى يجد مخرج لمشكلة التنازل الذي وقعت عليه فيجب أن تسترجع ذلك الحق كما سُلب منها قبل أن تنتهي تلك الأيام ويقوم بسام بتوثيق ذلك التنازل رسميا وعندها تكون خسرت كل شيء للأبد ويجب أن تحكم خطتها في تعاملها مع بسام فالأيام تمر ويجب أن تكون تحركاتها وتصرفاتها دقيقة للغاية.


وصلتها رسالة من إسراء تخبرها أن مالك علم أن بسام تواصل مع شخص يدعى سعيد يطلب مقابلته وقد استطاع مالك إيجاد صورته وبعثها لشادي وطلب منه أن ترى حلا تلك الصورة لأنه شعر بأن الموضوع له علاقة بها فطلبت حلا باستغراب أن تبعثها لها.


نظرت حلا بتركيز لتلك الصورة فقد كان شخصاً غريباً ولكن بعد لحظات أحست بأنها رأته من قبل، زفرت بضيق وهي تبحث بلا جدوى في ذاكرتها حتى أخبرت إسراء بأنها لا تتذكر حاليا إن كانت تعرفه أم لا وحين ستتأكد ستراسلها لتخبرها.


شعرت بالنعاس وذهبت حتى تخلد إلى النوم، وضعت رأسها على الوسادة وأغمضت عيناها بإرهاق تتمنى لو ترتاح قليلا من تلك الفوضى، حينها فكرت بحسرة في أول مرة قابلت بها بسام ودخل لحياتها.


فتحت عيونها على أوسعها وجلست بصدمة وهي تدرك أنها بالفعل تعرف ذلك الشخص!


اضطربت أنفاسها وهي تمسك بهاتفها بسرعة وتتصل بإسراء.


حين أجابت صاحت بها حلا بإرتياع: إسراء أنا افتكرت! ده الشخص اللي بسام أنقذني منه في أول مرة اتقابلنا!


#يتبع.

#طلاق_بائن.

بقلم ديانا ماريا.


             الفصل الثامن من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا     

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×